روسيا لا ترى في الفاتيكان منصة مناسبة للتوصل لسلام في أوكرانيا

صرحت ثلاثة مصادر روسية رفيعة المستوى لوكالة رويترز بأن روسيا لا ترى في الفاتيكان منصةً جادةً لمحادثات السلام مع أوكرانيا، لأنها معقل الكاثوليكية، ومحاط بإيطاليا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
أشار المسؤوليين الروس لوكالة رويترز، بأن العديد من المسؤولين الروس لا يستطيعوا حتى السفر إلى هناك بسبب القيود الغربية.
لم يُعلن الفاتيكان حتى الآن عن رأيه بشأن الفكرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي مفادها أن البابا ليو الرابع عشر قد يستضيف مُحادثات تهدف إلى إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
صرحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأسبوع الماضي بأن البابا ليو الرابع عشر، أول بابا (من مواليد الولايات المتحدة) أكد عن استعداده لاستضافة مُحادثات، خلال مكالمة هاتفية معها.
قال مصدر روسي رفيع المستوى، لوكالة رويترز، بالتأكيد، لا يُنظر إلى الفاتيكان في روسيا كقوة جادة قادرة على حل مثل هذا الصراع المعقد.
من بين الأسباب التي ذكرتها المصادر الثلاثة لوكالة رويترز، أن روسيا وأوكرانيا دولتان ذات أغلبية أرثوذكسية شرقية، بينما الفاتيكان مُحاط بإيطاليا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي دعمت أوكرانيا وفرضت عقوبات مُتكررة على روسيا.
أكدت المصادر الروسية، لوكالة رويترز، بأنه بالنسبة لمُعظم كبار المسؤولين الروس، سيكون من الصعب للغاية حتى الوصول إلى الفاتيكان مباشرة من روسيا، نظرًا لحظر الرحلات الجوية المباشرة بعد بدء الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير،شباط 2022، وهناك عدد لا يُحصى من عقوبات الاتحاد الأوروبي على المسؤولين الروس.
قال أحد المسؤولين الروس (ساخرًا)، لوكالة رويترز، بأن المكان الوحيد الأفضل من الفاتيكان هو لاهاي – مقر المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة إعتقال بحق فلاديمير بوتين بتهم جرائم حرب.
صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الجمعة، بأن فكرة الفاتيكان كمنصة مُحتملة لمحادثات السلام غير لائقة بعض الشيء، بالنظر إلى أن روسيا وأوكرانيا دولتان أرثوذكسيتان شرقيتان.
تُعدّ الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، بلا منازع، أكبر الكنائس في الطائفة الأرثوذكسية الشرقية، التي أنفصلت عن المسيحية الغربية في الانشقاق الكبير عام 1054.
وفقًا لمعهد كييف الدولي لعلم الاجتماع، تُعرّف الغالبية العظمى من الأوكرانيين أنفسهم على أنهم أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، على الرغم من أن التأييد لكنيسة أرثوذكسية غير تابعة لروسيا في أوكرانيا قد ازداد بشكل كبير منذ بدء الحرب عام 2022.
وأفادت مصادر روسية بأنها تعتبر (تركيا، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، قطر وسلطنة عمان) أماكن مناسبة مُحتملة للمحادثات، حيث أشاد الرئيس الروسي، مرارا وتكرارا، بدول الخليج العربية وتركيا لمحاولاتها التوسط لإنهاء الحرب.
(المصدر/ وكالة رويترز)






